ثم قال: (ولذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم وخلفاؤه يعدلون بين المسلمين غنيهم وفقيرهم في أمورهم).
والعجب من الرعية أنهم لم يبغ بعضهم على بعض في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، فلم يأتوا ويقولوا: يا رسول الله! نحن فقراء وهؤلاء عندهم الأموال، وعندهم.. وعندهم، لم يفعلوا ذلك كما يفعله دعاة الاشتراكية، وأمثالهم من دعاة الضلال ممن يثوّر الفقراء ويقول لهم: طالبوا، وخذوا، وافعلوا، فالفقراء راضون، والأغنياء متصدقون، هذا في الرعية، والراعي -وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم، وخلفاؤه- لم يكونوا ينظرون إلى حال هذا أو هذا فيقولون: نفضل هذا لفقره، أو نفضل هذا لغناه، فكان العدل من الطرفين.
قال: (ولما طلب بعض الأغنياء من النبي صلى الله عليه وسلم إبعاد الفقراء؛ نهاه الله عن ذلك، وأثنى عليهم بأنهم يريدون وجهه).
وهؤلاء الطالبون ذلك هم أغنياء الكفار؛ قال: (فقال: (( وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ ))[الأنعام:52].. الآية، وقال: (( وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ ))[الكهف:28]) الآيتان اللتان في الأنعام وفي الكهف.